الإثنين، 14 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/12م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كل إناء بما فيه ينضح

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

كل إناء بما فيه ينضح

 

 

الخبر:

 

أثار خبر تبرّع الحكومة العراقية بخمسين ألف طن من القمح لتونس جدلاً سياسياً في البلاد، إذ اعتبرت المعارضة ذلك محاولة لإقناع الرئيس قيس سعيّد بحضور القمة العربية، المقررة في السابع عشر من الشهر الجاري، خاصة أنه نادراً ما يشارك في قمم دولية، أو يقوم بأنشطة خارج البلاد.

 

وبهذا الصدد قال رئيس حزب المجد عبد الوهاب الهاني وفقا لتصريحات أوردتها صحيفة "القدس العربي" وتابعتها وكالة شفق نيوز، إن "مجلس وزراء حكومة العراق الشقيق يتبرع بكمية 50 ألف طن من الحنطة لتونس، عشية القمة العربية ببغداد، وتعبيرا عن رغبته في إنجاح القمة بتأمين أعلى حضور دبلوماسي ممكن من نظرائه العرب، ومن بينهم نظيره التونسي".

 

ووجه ماهر العباسي، القيادي السابق في حزب "تحيا تونس" حديثه الى الرئيس قيس سعيّد قائلاً: "إذا أردت الذهاب إلى العراق وحضور القمة، فهذا شأنك، لكن لا تقبل هذه الهدية التي لا تساوي سوى خمسة أيام من استهلاكنا اليومي من الحبوب.

 

من جهته أوضح المحامي والناشط السياسي نجيب الحمامي، أنه "بعد استقلال تونس سنة 1956، كانت العلاقات العربية، وخاصة مع العراق، تقوم على دعم المشاريع الثقافية والتعليمية، حيث أرسل العراق كتباً جامعية ومدرسية دعماً لبناء نظام تعليمي تونسي حديث، أما اليوم، وبعد عقود من الحكم المتعاقب، فقد تغيّر المشهد تماماً؛ فالعراق، الذي كان يمدّ تونس بالأدوات الفكرية والعلمية، أصبح يرسل لها الحنطة، في تحوّل رمزي يعكس التدهور الخطير الذي تعيشه تونس على جميع الأصعدة". (شفق نيوز، بتصرف)

 

التعليق:

 

من الواضح أن هذه الحكومات العميلة والخائنة لا همّ لها إلا خداع الأمة والدجل عليها، فهي تهتم بالأقوال لا الأفعال، وبالمظاهر عن الجوهر، فما نراه من سعي إعلامي، ونفقات مادية بلغت نحو 600 مليون دولار حسب ما أفاده النائب في البرلمان العراقي زهير الفتلاوي، لإنجاح القمة العربية في بغداد وكأنها البلسم الذي سيداوي جراح الأمة، مع علم الجميع بتفاهتها وعدم قيمتها.

 

وما قرره مجلس الوزراء العراقي، يوم الثلاثاء 6 أيار/مايو 2025، التبرع لتونس بكمية 50 ألف طن من الحنطة (القمح)، هديةً من الشعب العراقي إلى الشعب التونسي، هو أحد مهازل هذه الحكومة، لتصبح أضحوكة للمعارضة التونسية التي اعتبرت هذه الهدية بمثابة رشوة حقيرة لحضور قمة بغداد.

 

والحال كذلك مع دعوة الرئيس السوري التي أثارت جدلا واسعا وتناقضات واضحة بين الأوساط السياسية ما بين قابل للدعوة على اعتباره رئيسا ورافضا لدعوته على اعتباره إرهابيا صادرةً بحقه مذكرة توقيف.

 

وقد وصلت التفاهة منتهاها عندما اقترح السياسي العراقي مثال الألوسي، على رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني توجيه دعوة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور القمة.

 

هذا هو حال الأمة عندما يتولى أمرها التافهون، ففي الوقت الذي تنزف الأمة دماً وتتعرض لأكبر حملة شرسة لطمس هويتها نرى حكامها يتهافتون على صغائر الأمور، ويصرون على خداع الأمة بتوافه الأفعال.

 

من أجل ذلك نقول: لا خلاص لهذه الأمة إلا بإزالة هؤلاء الرويبضات، وإقامة حكم الله على أنقاضهم، وعندها فقط سترى الأمة الأفعال قبل الأقوال، والاهتمام بجواهر الأمور ومعاليها بعيدا عن مظاهرها وسفاسفها، امتثالا لقوله عليه الصلاة والسلام: «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمورِ، وأَشرافَها، ويَكرَهُ سَفْسَافَها».

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد الطائي – ولاية العراق

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع