الجمعة، 25 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أحقا أفاقت مشاعركم واستيقظت إنسانيتكم يا قادة الغرب؟! فماذا جد عليكم؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أحقا أفاقت مشاعركم واستيقظت إنسانيتكم يا قادة الغرب؟! فماذا جد عليكم؟!

 

 

الخبر:

 

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم الثلاثاء إنه وزعيمي فرنسا وكندا يشعرون بالفزع إزاء التصعيد في قطاع غزة. وجددوا دعوتهم إلى وقف إطلاق النار. وقال ستارمر للبرلمان، بعد إصدار بيان مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني "أود أن أسجل اليوم أننا نشعر بالفزع بسبب التصعيد من جانب إسرائيل". وأضاف "نجدد مطلبنا بوقف إطلاق النار كسبيل وحيد لإطلاق سراح الرهائن، ونكرر معارضتنا للمستوطنات في الضفة الغربية ونجدد مطلبنا بزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة على نحو كبير". وتابع "يجب أن ننسق رد فعلنا لأن هذه الحرب استمرت لفترة طويلة للغاية". (القدس العربي)

 

التعليق:

 

من يقرأ هذا الخبر أو يستمع لما صدر عن قادة بريطانيين كوزير الخارجية، أو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومن سيحذو حذوهم من باقي دول العالم وخاصة الغرب، قد يستغرب ويقول ماذا جد؟! هل حقا لم يكن ما يقوم به يهود تجاه غزة والضفة إجراما طوال الـ18 شهرا الماضية، ولم يبرز ذلك إلا في آخر أسبوع؟ ألم يكونوا يرون الدمار والوحشية والإجرام من قبل؟ ألم يدمر جيش يهود أكثر من 75 بالمائة من مباني ومدارس ومراكز إيواء وجامعات ومستشفيات غزة؟ ألم يقتلوا لغاية الآن أكثر من 54 ألف شهيد، و127 ألف جريح؟ ألم يشاهدوا كيف مات الأطفال والنساء جوعا وعطشا ومرضا؟ والأهم من ذلك ألم يقفوا مع كيان يهود بالدعم المالي والعسكري والتجسسي والسياسي طوال أشهر الحرب؟! أم أنهم كانوا في حالة غيبوبة وأفاقوا الآن فجأة؟!

 

بكل تأكيد إن ما يجيب على كل هذه الأسئلة وكثير مثيلاتها هو أن الغرب بلا قيم ولا أخلاق، وهو كاذب ومخادع، وما ادعاؤه بالاهتمام بحقوق الإنسان والعدل والإنسانية إلا محض كذب وافتراء، فمن يتحلى بالإنسانية لا يكون وحشا دهرا ثم حمامة سلام ساعة! ولو كانوا صادقين في استنكارهم ورفضهم للإجرام والإبادة والوحشية التي تمارس على أهلنا في غزة لما سكتوا كل هذه المدة الماضية، بل لما وقفوا مع كيان يهود وكانوا له عونا ونصيرا.

 

ولكن ما يفسر هذا التحول هو شيء واحد، وهو ما صدر عن الرئيس الأمريكي قبل أسبوع، حيث قال: "الحرب في غزة وحشية ويجب أن تتوقف"، حيث أبدى رغبته في وضع نهاية للحرب بعد كل الفترة السابقة التي أعطوا فيها الفرصة لكيان يهود لتحقيق ما يريد بل وأمدوه بكل أنواع الأسلحة وأشدها فتكا، وأكد ترامب أكثر من مرة لنتنياهو بأن ينهي ويقتل ويسحق ما يريد ولكن بسرعة! ولكن بعد أن بات البيت الأبيض يرى أن استمرار الحرب أمر مزعج ولا يمكن السماح باستمرارها إلى الأبد أو إلى الوقت الذي يرضي رئيس وزراء يهود نتنياهو، فهو الآن يريد الضغط على يهود لوضع حد للحرب، على أمل أن يحقق ما تبقى من أهداف من خلال الاتفاقيات والمؤامرات، لذلك سارع قادة أوروبا إلى العزف على الوتر نفسه، أي بعد أن أخذوا الضوء الأخضر من ترامب، وليس لأن مشاعرهم قد أفاقت أو صحت إنسانيتهم، فهم قوم بلا قيم ولا أخلاق. ولولا أنهم هم وأمريكا من قبلهم باتوا يرون أن من مصلحتهم وقف الحرب لما تغيرت مواقفهم ولا تبدلت آراؤهم، قاتلهم الله من قوم مجرمين.

 

وكم كنا نرجو الله أن تضع الحرب أوزارها بنصر للمسلمين تحققه جيوش الأمة التي تتحرك لأداء واجبها، بدلا من أن تضع الحرب أوزارها بعد كل هذه المجازر والتضحيات باتفاقيات تخطها أمريكا وحكام المسلمين العملاء بما يحفظ مصالح يهود والاستعمار في الأرض المباركة فلسطين. ولكن قدر الله وما شاء فعل، والخيرة فيما اختاره الله. ﴿وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس باهر صالح

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع