الإثنين، 28 ذو القعدة 1446هـ| 2025/05/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الدّينُ المُصاغ بطريقة مُصطنعة: صناعة الشرعية الدينية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الدّينُ المُصاغ بطريقة مُصطنعة: صناعة الشرعية الدينية

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

دونالد ترامب يعين الشّيخ حمزة يوسف مستشاراً دينياً (5pillarsuk)

 

التعليق:

 

عيّنت إدارة ترامب مسلمين في لجنة الحريّات الدينية التابعة لها. لكن هذا ليس انتصاراً للإسلام، بل هو استحواذٌ مُدبّرٌ على العلماء المسلمين لتطهير الوضع الراهن للهيمنة الليبرالية العلمانية والحفاظ عليه.

 

لنكن واضحين تماماً: هذه اللجنة هي جهازٌ بيروقراطيٌّ تابعٌ لدولةٍ تُقدّس الرأسمالية العلمانية، وتشنُّ حرباً على البلاد الإسلامية، وتدعم الاستعمار مثل كيان يهود في فلسطين. إنّ قبول أيٍّ ممن يُسمّون "علماء" بمثل هذا الدور يُعدّ خيانةً لتطلعات الأمة السياسية ونزاهتها الفكرية.

 

إن إطار "الحرية الدينية" ذاته، كما صاغته هذه اللجنة، يساوي بين الإسلام والنصرانية واليهودية، حيث يُختزل الإسلام إلى مجرد عقيدةٍ شخصية. لكنّ الإسلام ليس ديناً يقتصر على الصلاة والأخلاق؛ إنه أسلوب حياةٍ شامل؛ نظامٌ سياسيٌّ واقتصاديٌّ واجتماعيّ وقضائيّ متكامل. بمشاركتهم في هذه اللجنة، يقبل هؤلاء المسلمون تهميش الإسلام، وحصره في المجال الخاص، وفصله عن طبيعته باعتباره عقيدة ونظاما.

 

ومن المخجل أن نرى أن انخراط المسلمين في الغرب غالباً ما ركّز على استرضاء المؤسسة أو تقديم المشورة حول أفضل السُبل لتطبيق الكفر، بدلاً من حماية الجالية والهوية الإسلامية أو المساهمة في الجهد العالمي لإعادة الإسلام بوصفه دينا يحكم كل جانب من جوانب الحياة ويتحدى أفكار وأنظمة الكفر.

 

يجب على المسلمين في الغرب أن يدركوا أن هذه التعيينات ليست انتصارات، بل هي استراتيجيات تكاملية. فمن خلال رفع مكانة هؤلاء المسلمين، يضمن النظام أن يخدموا نظامه بدل أن ينهضوا لمواجهته. ويشجعهم على الانفصال عن الأمة وقبول قيود الهوية الوطنية الأمريكية الإسلامية المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المؤسسة. ندعو المسلمين، وخاصةً العلماء المخلصين، إلى رفض هذه الأدوار المتواطئة، والعودة إلى مشروع النهضة الإسلامية: ليس في إطار العلمانية، بل كبديل مبدئي واضح لها. فدعم الجهد العالمي لإعادة الإسلام كنظام حكم شامل بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هو وحده الكفيل بحماية هوية أمتنا وكرامتها ووحدتها ومستقبلها، وضمان سيادة هذا الدين كما أمر الله عز وجل.

 

﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

هيثم بن ثبيت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في أمريكا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع