الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
عادوا بخُفيْ حُنين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

عادوا بخُفيْ حُنين

 


الخبر:


هايكو ماس وزير الخارجية الألمانية يصرح بأنه لن يدفع سنتا واحدا معونة لأفغانستان في حال تفرد طالبان بالحكم بالشريعة أو تأسيس دولة الخلافة، في وقت تنسحب فيه قوات التحالف من أفغانستان، وطالبان تسيطر على مناطق واسعة ومدن رئيسية.


التعليق:


ساعات قليلة من المواجهات وقليل من المقاومة وهروب جماعي أمام مجاهدي طالبان في مناطق عديدة وكأن قوات التحالف لا يعنيها أمر أفغانستان فقد انسحبت بشكل عشوائي وتركت البلاد والعملاء وراءها مولية الأدبار لا تلوي على شيء، وبايدن يصرح أن بقاء التحالف سنة أو خمس سنوات لا يزيد من الأمر شيئا، وذلك بعد مرور عشرين عاما على حرب ضروس كشفت عن ضعف أمريكا وحلفائها وهزيمتها أمام مجموعة مجاهدين بعتاد خفيف وأسلحة بدائية وقوات بسيطة.


السؤال المشروع هنا: ماذا جنت قوات التحالف بعد مرور عشرين سنة على الاستعمار، وفرض السيطرة العسكرية والاقتصادية والسياسية وتَعاقُب حكومات عميلة متعددة ابتداء من كرزاي وانتهاء بأشرف غاني؟


تصريح كل من بادين وماس يدل على انهزامية سياسية فوق الهزيمة العسكرية، فهل ظن هو أو غيره أن مساعداتهم المالية ستفتح لهم البلاد وتخضع لهم العباد؟!


قتل في الصراع أكثر من 2300 جندي أمريكي وجُرح أكثر من 20 ألفاً آخرين، إلى جانب مقتل أكثر من 450 بريطانياً والمئات من الجنسيات الأخرى. وبحسب إحدى الدراسات، فإن التكلفة المالية المقدرة للصراع والتي تحملها دافعو الضرائب الأمريكيون تقترب من تريليون دولار، وتشير التقارير أيضاً إلى أن قرابة 111 ألف مدني قُتلوا أو جرحوا منذ أن بدأت الأمم المتحدة بتوثيق أرقام الخسائر البشرية في صفوف المدنيين في 2009. وبحلول عام 2018 بلغ الإنفاق السنوي نحو 45 مليار دولار، بحسب ما قاله مسؤول كبير في البنتاغون للكونغرس الأمريكي في ذلك العام.


ووفقا لوزارة الدفاع الأمريكية بلغ إجمالي الإنفاق العسكري في أفغانستان 778 مليار دولار من تشرين الأول/أكتوبر من عام 2001 وحتى أيلول/سبتمبر من عام 2019. ووفقا لدراسة أجرتها جامعة براون في عام 2019، والتي رصدت عملية الإنفاق على الحرب في كل من أفغانستان وباكستان، فقد أنفقت الولايات المتحدة حوالي 978 مليار دولار.


وبالإضافة إلى ذلك، أنفقت وزارة الخارجية الأمريكية، إلى جانب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ووكالات حكومية أخرى نحو 44 مليار دولار على مشاريع إعادة الإعمار. وقد بلغت تكاليف مهمة الجيش الألماني في أفغانستان على مدار 20 عاماً أكثر من 12 مليار يورو، عدا المساعدات التنموية وإعادة الإعمار. وتعتبر ألمانيا ثاني أكبر دولة مشاركة بقوات بعد الولايات المتحدة، ويضاف إلى هذه النفقات 59 قتيلا في صفوف الجيش الألماني الذي كان معسكِرا في منطقة مزار الشريف.


إصرار حكومات الغرب ودول التحالف على إشعال الحرب في أفغانستان بهذه العنجهية والاستكبار يكشف عن هزال هذه الأنظمة، وضعف مبدئها الذي لم يثبت أياما بعد انسحاب قواتهم العسكرية، فما إن فرت قوات التحالف حتى عاد الوضع إلى ما كان عليه قبل 2001!


حتى أقزامهم وعملاؤهم وحلفاؤهم من الطبقة السياسية وأمراء الحرب الذين حكموا بسلطان أمريكا ملأوا حقائبهم بما نهبوا من أموال الأمة وهربوا من البلاد ولم يعقبوا.


لقد أصبح من الضرورة أن تحاسب شعوب دول التحالف حكوماتها على الأرواح التي أزهقت والأموال التي أهدرت في فترة عشرين سنة دون فائدة!


يذكرنا هذا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.


#أفغانستان #Afganistan #Afghanistan

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. يوسف سلامة

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع