الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

محاربة المخدرات تكون بتغير النظام العلماني الذي أفرزها

 

مستخدمون لمواقع التواصل بالسودان، يطلقون هاشتاغ #ألحق_ولدك، لمحاربة تفشي المخدرات بالسودان بصورة عامة ومُخدِّر الآيس كريستال الفتاك الذي يُعرف بـ"مخدِّر الشيطان" على وجه الخصوص. ففي الآونة الأخيرة، شاهدنا تفشياً لافتاً للنظر للمخدرات بأنواعها في السودان الذي يعاني سيولة أمنية وأزمات سياسية واقتصادية خانقة، وسط تزايد مخاوف الأسر من تفشي المخدرات وارتفاع أعداد المدمنين المترددين على مراكز العلاج. ولا يكاد يمرّ يومٌ واحدٌ دون الإعلان عن ضبط شحنة مخدرات في العاصمة أو الولايات، وأوشكت أن تتحوّل ضبطيات المخدرات إلى أخبار يومية على منصات الإعلام الرسمية للشرطة السودانية.

 

وتتحدث الصحف وكذلك الشرطة عن انتشار مخدر الآيس كريستال الفتّاك الذي يُعرف بـ"مخدر الشيطان"، الذي انتشر بسرعة وأصبح موجوداً بشكل مرعب وسط الشباب والطلاب، وبعد ظهور الأنواع المغشوشة أو المخلوطة بمبيدات حشرية لتقليل السعر صارت خطورته أعلى. ورغم الخطورة تنشر أرقامٌ جديدة كل يوم عن حجم مأساة انتشار المخدرات والجريمة.

 

والدولة تقف موقف المتفرج وهي ترى يوما بعد يوم ازديادا في نسبة الشباب الذين يقعون ضحية لهذه الآفة! فعوضا عن أن يكون شباب الأمة الإسلامية مفعمين بالأمل والحيوية والنشاط والاندفاع، يؤثرون ويحدثون تغييرات إيجابية في العالم كما فعل أسلافهم في ماضي الأمة المشرق، عوضا عن ذلك كله، نرى جيلا بين الحياة والموت يصارع ليبقى على حافة الحياة.

 

إن الأسباب الكامنة وراء انتشار المخدرات هي انعدام الهوية الإسلامية التي هي الدرع الواقي من الانغماس في الملذات، إضافة إلى مشاكل المجتمع الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية التي تخلق أجواء من الإحباط والتخبط، لذلك فإن مشكلة تعاطي المخدرات ليست هي مشكلة فردية يفعّل لها هاشتاق #الحق_ولدك، بل هي مشكلة مجتمعية لا يمكن حلها ببساطة عبر هذه الحملات ولا عبر تعديل الدولة لبعض القوانين والقبض على مروجي المخدرات داخل الأحياء، بل بالبحث في من جعلها في متناول الجميع وجعل الشاب لا يقوى على رفض الإدمان.

 

إن تجارة المخدرات الرائجة والرابحة لا شك أنها وجدت ضوءاً أخضر من الأنظمة الحاكمة، وقد ازدهرت تحت رعاية النخب الحاكمة في السودان منذ عهد الإنقاذ، ولم تصدق الحكومات المتعاقبة في توجهها في مكافحة المخدرات، لذلك بات واضحاً لدى عامة الناس أن كل هذه الصيحات والتحذيرات من الحكومة بانتشار المخدرات ليست إلا من أجل توظيفها سياسيا، لتمرير سياساتها الرامية لتغييب فئة الشباب، كما يهدف نشر أخبار المخدرات للسيطرة على السوق السوداء المزدهرة.

 

في ظل النظام السياسي الديمقراطي العلماني الذي نُحكم به منذ خروج المستعمر، فإن المسئول عن بناء جيل من الشباب من المدمنين على المخدرات هو النظام نفسه، فمناهج التعليم والإعلام تقوم على أساس فصل الدين عن الحياة، لذلك يصبح الشاب مسلما بالفطرة، لكن عقليته ونفسيته علمانية لا تراعي لأحكام الإسلام أي حرمة ولا يثبت في مهب ريح الإدمان المفروض عليه، لذلك كان القضاء على المخدرات أمراً مستحيلا ما دام النظام الفاسد ينتج شباباً لا يحرّمون حراما ولا يحللون حلالاً.

 

وثالثة الأثافي هي أن النظام يرعى تجارة المخدرات التي تدخل بكميات ضخمة تحت سمعه وبصره، وهو عاجز عن مكافحتها رغم تخصيص فرق من القوات النظامية لذلك، والسؤال لماذا هذا العجز المريب؟!

 

لقد اتضح للأمة الإسلامية اليوم أن الأنظمة الوظيفية الحاكمة غريبة عنها ولا تنتمي إليها، بل وجودهم هو لحماية مصالح الغرب في بلادنا، وهم رأس الحربة في حربه الحضارية ضد الإسلام فبدلا من إعداد العدة لحمل الإسلام بسواعد الشباب كما فعل الرسول ﷺ تدمر الأنظمة الشباب وتساعد في إدمانهم المخدرات.

 

إننا ندعو الأمة الإسلامية وبالأخص شبابها إلى أن يدركوا خطورة المخططات التي يقودها حكامها ضدها، بتنفيذ المخططات الغربية عليها، وعلى رأسها تأمين نهب الثروات الطبيعية لصالح دول الغرب الكافر، بينما يبقى شباب الأمة مدمنين مدمرين لا رجاء فيهم.

 

إن العلمانية والديمقراطية المفروضة علينا من دول الاستكبار، والتي جعلت الناس عبيدا لشهواتهم ورغباتهم الخاصة لا عبادا لله تعالى، لن تُفلح ولن تنجح أي محاولة منها لعلاج تفشي المخدرات، وهناك اعتراف عالمي بذلك وكل الدول تحتاج بشكل مستمر لتشريع قوانين بديلة لتحل مشاكل ولدتها قوانين حالية في مكافحة المخدرات. وعلاوة على ذلك، فإن أي قانون سيُسن سيكون همه في المقام الأول خدمة النظام العلماني الديمقراطي والحفاظ عليه لأنه يمثل مصلحة الأنظمة القائمة التي تستند إليه، لذلك فإن الواجب علينا أولا تغيير هذا النظام إلى نظام الإسلام الذي يحكم الناس بشرع الله الحنيف؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة تقيل عثرتهم وتقوم اعوجاجهم وتضع عنهم أوزار الأنظمة الوضعية.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع