السبت، 04 ذو الحجة 1446هـ| 2025/05/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

بين الترحاب الغربي والرفض البريطاني

دلالات تعيين رئيس وزراء جديد في السودان

 

 

 

نشر موقع سودان تربيون يوم 19 أيار/مايو 2025 أن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قرر تعيين كامل الطيب إدريس رئيساً للوزراء. ويعد إدريس أول من يشغل المنصب منذ استقالة عبد الله حمدوك في كانون الثاني/يناير 2022 عقب فشل التوافق السياسي، إثر انقلاب البرهان على الحكومة المدنية يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021.

 

كامل إدريس الذي شغل منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (وايبو) من تشرين الثاني/نوفمبر 1997 حتى أيلول/سبتمبر 2008، وكان أميناً عاماً للاتحاد الدولي لحماية المصنفات، كما ترشّح في انتخابات 2010 ضد الرئيس المعزول عمر البشير، هو رئيس الوزراء الجديد، وجاء تعيينه عقب اعتذار سفير السودان في السعودية، دفع الله الحاج، كما ألغى البرهان إشراف أعضاء مجلس السيادة على الوزارات والوحدات الحكومية. وكانت الحكومة قد أجرت تعديلاً دستورياً بتاريخ 19 شباط/فبراير 2025، منحت بموجبه مجلس السيادة صلاحية تعيين رئيس الوزراء، بناء على توصية من السلطة التشريعية الانتقالية (مجلسي السيادة والوزراء)، ومددت الفترة الانتقالية إلى 39 شهراً بدأت من 23 شباط/فبراير 2025.

 

وقد أثار تعيين كامل إدريس ردود فعل متباينة؛ إذ اعتبرت قوى سياسية أن الخطوة تفتقر للشرعية. وقال نور الدين صلاح الدين، القيادي في التيار الوطني، إن أي حكومة تُشكّل في ظل الوضع الراهن لن تحظى بقبول داخلي أو خارجي. في المقابل، رحبت حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم بالخطوة، ووصفتها بأنها إنهاء لحالة الفراغ التنفيذي التي استمرت لأكثر من ثلاث سنوات ونصف، وأسهمت في تدهور الخدمات.

 

إن تعيين حكومة مدنية يُعد من مطالب القوى الغربية، ويُستخدم كأداة من أدوات السياسة البريطانية، ولذلك سارع البرهان إلى تعيين كامل إدريس - أحد عملاء الغرب - رئيساً للوزراء، لقطع الطريق أمام الضغوط البريطانية التي كانت تسعى لعودة حمدوك، رجلها المفضل. وقد سارعت الدوائر الموالية لأمريكا إلى تأييد الخطوة.

 

فقد أورد موقع الغد السوداني بتاريخ 21 أيار/مايو 2025، أن الأمم المتحدة، التي كانت قد رحّبت مسبقاً بخارطة الطريق، أبدت دعمها للتعيين. وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام يأمل أن تكون هذه خطوة نحو مشاورات شاملة لتشكيل حكومة تكنوقراط واسعة التمثيل تحقق السلام، مع ضرورة إعطاء الأولوية للتوافق الوطني وتحقيق تقدم ملموس يخدم الشعب السوداني، ويُسهم في إسكات صوت السلاح وتوفير الخدمات الأساسية.

 

أما الاتحاد الأفريقي، فقد رحب رئيس مفوضيته، محمود علي يوسف، بتعيين إدريس، معتبراً إياه بأنه خطوة نحو حوكمة شاملة، معرباً عن أمله أن تسهم في استعادة النظام الدستوري والحكم الديمقراطي. ودعا جميع الأطراف السودانية إلى تكثيف جهودهم لتحقيق انتقال سلمي بقيادة مدنية وشاملة، مؤكّداً استعداد المفوضية لدعم السودان بالتعاون مع الشركاء الدوليين والإقليميين.

 

كما أعربت جامعة الدول العربية عن ترحيبها بالتعيين، واعتبرته خطوة "هامة" نحو استعادة عمل المؤسسات الوطنية المدنية. ونقل مصدر مسؤول في الأمانة العامة أن الجامعة ستكثف جهودها لدعم وحدة السودان واستقراره، وتعزيز الاستجابة الدولية للاحتياجات التنموية والإنسانية، واستعادة مسار التحول المدني وإطلاق عملية سياسية شاملة يقودها السودانيون بمشاركة كافة مكونات المجتمع المدني.

 

وفي مقابل هذا الترحيب الدولي، لم تقف بريطانيا موقف المتفرج. ففي 22 أيار/مايو 2025، نقل موقع تسامح نيوز عن اللورد البريطاني جيريمي بورفيس أوف تريد، وصفه تعيين إدريس بأنه محاولة لمنح شرعية زائفة لأحد أطراف النزاع. وقال خلال جلسة خاصة بمجلس اللوردات البريطاني حول السودان، إن رئيس الوزراء المُعين ليس سوى "دمية" تابعة لأحد أطراف الحرب. وأعرب عن قلقه من ترحيب الاتحاد الأفريقي، محذراً من أن الأمم المتحدة قد تحذو حذوه، ما يُسهم في تكريس سلطة الأمر الواقع دون مسار شرعي يعبر عن إرادة الشعب.

 

وأضاف بورفيس أن محاولات فرض قيادات مدنية شكلية من قبل العسكريين أو المليشيات، دون مشاورات شعبية حقيقية، لن تؤدي إلا إلى تعقيد الأزمة، داعياً إلى دعم عملية سلام بقيادة مدنية تمثل كافة أطياف المجتمع.

 

إن تعيين رئيس وزراء في ظل هذا النظام الرأسمالي، الذي يتحكم في العالم اليوم، لن يُنتج حلاً حقيقياً، بل يفاقم الأزمات. فالنظام الرأسمالي الذي تبنّاه حكام المسلمين العملاء جعل الكافر المتسلط هو صاحب القرار، وهو سبب ما يعيشه الناس من فقر وظلم واضطراب.

 

إن الحل الحقيقي يكمن في العودة إلى نظام الإسلام العظيم، نظام الخلافة، الذي حكم العالم قرابة ثلاثة عشر قرناً، وكانت الخلافة هي الدولة الأولى في العالم لأكثر من عشرة قرون وحققت الأمن والعدل والكرامة للناس، لأن نظام الخلافة مستمد من وحي الله، من لدن حكيم خبير.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الخالق عبدون علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع