الثلاثاء، 11 جمادى الثانية 1447هـ| 2025/12/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الرادار شعار

 

1-12-2025

 

الرادار: الراهن السياسي في السودان إلى أين؟

 

* بقلم : عبد السلام إسحاق

 

شهدت الساحة السياسية والعسكرية في السودان تطورات متسارعة مؤخرا أبرزها، لقاء ولي العهد السعودي ابن سلمان مع الرئيس ترامب في البيت الأبيض وما دار بينهما في ملف السودان واحتفى مغردون على وسائل التواصل بكلمة ترامب، خلال كلمته في منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي، بأن ابن سلمان، طلب حل الأزمة في السودان، مضيفاً أنه بدأ دراسة القضية بعد نصف ساعة من شرحه! وكتب ترامب على موقعه تروث سوشيال أنه سيستخدم نفوذ الرئاسة لوقف الحرب على الفور!


هذا اللقاء وجد ترحيبا منقطع النظير في الساحة السياسية السودانية حيث غرد البرهان عبر حسابه في منصة إكس مساء الأربعاء: “شكراً سمو الأمير محمد بن سلمان، شكراً الرئيس دونالد ترامب”. وفي بيان صحفي يوم الأربعاء 19/11/2025م، كأنه كان معدا مسبقاً، قال مجلس السيادة الانتقالي: (ترحب الحكومة بجهود السعودية، وأمريكا، من أجل إحلال السلام العادل في السودان، كما تشكرهم على اهتمامهم، وجهودهم المستمرة من أجل إيقاف نزيف الدم السوداني، وتؤكد استعدادها للانخراط الجاد معهم، من أجل تحقيق السلام الذي ينتظره الشعب السوداني…).


من جهتها أصدرت قوات الدعم السريع ترحيباً بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته العمل على إنهاء الحرب في السودان، والذي جاء بناءً على طلب مباشر من ابن سلمان خلال لقائهما. وقد رحبت قوات الدعم السريع بالإعلان، مشيرة إلى أنها تتابع بـ”اهتمام وتقدير بالغين” التحركات الدولية المكثفة. وأعلنت “استجابتها الكاملة والجادة” لهذه المبادرات الرامية إلى تحقيق السلام. ووجهت الشكر الجزيل لترامب ولبقية قادة دول المجموعة الرباعية (أمريكا، السعودية، الإمارات، ومصر) على جهودهم.


ولم تظهر أوروبا واتحادها أي بيان يؤيد مسعى ترامب لإيقاف الحرب في السودان، حيث أعلن في وقت سابق عن مصادر طبقا لقناة الشرق أن وفداً عسكرياً وحكومياً سودانياً كان يستعد للقيام بزيارة رسمية إلى فرنسا وبلجيكا لإجراء مشاورات موسعة مع مسؤولين أوروبيين. وقد طرأ تأجيل مفاجئ للاجتماعات الأوروبية مع الحكومة السودانية التي كان مقرراً انعقادها خلال الأيام المقبلة لبحث وقف إطلاق النار، والتسوية السياسية، وجميع المبادرات التي تم طرحها لوقف الحرب. وكان من المقرر أن يبدأ الوفد جولته بزيارة العاصمة الفرنسية باريس في 24/11/2025، على أن يتوجه لاحقاً إلى العاصمة البلجيكية بروكسل في 27 من الشهر نفسه.


من خلال هذه الأحداث يظهر أن أمريكا تريد أن تسرع مخططها لتمزيق السودان وقطع الطريق على أوروبا بلعب أي دور في المشهد السوداني وهذا واضح تماما من خطاب البرهان الأخير مساء الأحد واجتماعه مع ضباط في الجيش برتبة اللواء وما فوق، حيث أكد خلال حديثه موافقتهم على مقترح ترامب الأخير وكذلك إبعاد كل مكونات القوى المدنية من تحالف ما يعرف بـ”صمود” و”تأسيس” واعتبارهما واجهات لقوات التمرد.


وتقرأ تصريحات البرهان ورفضهم الورقة التي قدمها مسعد بولس كبير مستشاري ترامب وبها رؤية الرباعية باعتبار أنها من باب ذر الرماد في العيون بحيث ترفض ورقة المبعوث وتقبل كلمة ترامب. من هنا يظهر أن أمريكا أحكمت القبضة الكاملة على مجريات الأمور وجهزت أدواتها الإقليمية والدولية وهي تستعد أن تلقي بورقتها الرابحة بعد تشكيل رأي عام معارض لمقترح الرباعية بحجة وجود الإمارات وبولس وقبول الناس بوجود دولة صديقة. بالتالي يتم إخراج الإمارات وإدخال تركيا وقطر وسطاء بوجود أمريكا والسعودية ومصر.


تشير معلومات إلى طرح الحكومة السودانية مقترحاً لإشراك تركيا وقطر كوسطاء في المحادثات مع قوات الدعم السريع. هذا الاقتراح يعكس رغبة من طرف في السودان بتوسيع دائرة الوساطة. يأتي ذلك لعلاقات كل من تركيا وقطر القوية واهتمامات استراتيجية وتنموية وإنسانية في السودان والقرن الأفريقي، وقد قامتا بجهود دبلوماسية وتقديم مساعدات إنسانية. ونادت بعض الأصوات، خاصة في التقارير والتحليلات، التي تدعو إلى إدراج تركيا (أو استبدال دولة أخرى بها) في الآلية الرباعية، لكن هذا لا يعني حدوث تغيير رسمي في تشكيل الآلية حتى الآن.


أعلن الرئيس التركي أردوغان، خلال مؤتمر صحفي عقده في جنوب أفريقيا، أن بلاده تسعى بجدية لتحقيق السلام في السودان، مؤكداً أن السودانيين أنفسهم يطلبون مشاركة تركيا في معالجة الأزمات التي تواجه بلادهم. وأوضح أن تركيا تنظر إلى السودان باعتباره بلداً شقيقاً، وأنها مستعدة لتوظيف خبراتها وعلاقاتها الإقليمية والدولية لدعم جهود الاستقرار، مشدداً على أن تركيا ستواصل العمل مع الأطراف السودانية والمجتمع الدولي من أجل إنهاء الصراع وإطلاق مسار سياسي شامل. ويأتي هذا التصريح في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية والإقليمية لإيجاد حلول عاجلة للأزمة السودانية، وسط ترقب لدور أنقرة في دعم جهود الوساطة والمصالحة.


إن دور أردوغان وسياسته التي تنضوي تحت مصلحة أمريكا معلوم لكل متابع للنزاعات والصراعات في الدول العربية، على سبيل المثال سوريا وليبيا وفلسطين…


هذا ما يدور في المشهد السياسي، أما بالنظر إلى التطورات الميدانية العسكرية فنجد أن الجيش صار في موقع المهاجم وأحدث ضربات موجعة لقوات التمرد في ولايات كردفان واسترد مناطق حيوية منها بعد معارك طاحنة.


تفوق الجيش العسكري ليس جديدا، فما يملكه قادة الجيش الميدانيون من خطط عسكرية وتجارب وعتاد عسكري كافٍ لحسم التمرد من لحظته الأولى، وقد شاهد الناس مقدرة الجيش على استرداد المناطق من التمرد ودحره في ساعات عندما طالب جنود في وقت من الأوقات قيادة الجيش (بفك اللجام) وحسم التمرد، حديثا صادقا صادرا عن وعي الجنود ومقدرتهم على دحر التمرد، ولكن للقادة رأي آخر لأن قرار حسم الحرب ليس بأيديهم بل هناك من يمسك لجامها وهو من بيده الأمر ولا يريدها أن تحسم عسكريا لأن غرضه منها ذو أبعاد بعيدة المدى لمستقبل البلد ووحدته.


ولعمري إن الرائد الذي لم يكذب أهله يوما؛ حزب التحرير، قد كشف هذه المخططات اللعينة منذ أمد بعيد وكذلك فضح الجهات التي خططتها وأدوات تنفيذها فصار الأمر بيّناً لكل ذي عقل ولب سليم، ومع ذلك سعى حزب التحرير في الأمة ومعها من أجل إجهاض المخطط بل وتقديم البلسم الشافي لأزمة الحكم في السودان وطرد نفوذ الغرب الكافر من بلادنا فوجه منابره الإعلامية وبياناته الصحفية ومخاطباته السياسية ولقاءات ممثليه للأعيان والمؤثرين في البلد على ضرورة العمل الجاد لإجهاض مخطط الشيطان بل وتوحيد الأمة تحت راية واحدة في دولة واحدة هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

* كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد السلام إسحاق
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

المصدر: الرادار

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع