الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
التحالف العربي يكذب على أهل اليمن مجددا ويعدهم سرابا

بسم الله الرحمن الرحيم

التحالف العربي يكذب على أهل اليمن مجددا ويعدهم سرابا

 

 

الخبر:

 

أعلن المتحدث باسم التحالف العربي (السعودية والإمارات) في اليمن، تركي المالكي، إطلاق عملية "حرية اليمن السعيد" ضد مليشيات الحوثي، وقال إن العملية ستكون على كافة المحاور والجبهات، إضافة إلى أن العملية ستنقل اليمن إلى النماء والازدهار ليصبح في المصفوفة الخليجية. (قناة العربية، 11 كانون الثاني/يناير 2022م).

 

التعليق:

 

ليست هذه المرة الأولى التي يعد فيها التحالف أهل اليمن بالنماء والازدهار، بل إن السعودية أعلنت عمليتها السابقة قبل ست سنوات بعنوان "إعادة الأمل"، ومنذ ذلك الحين إلى اليوم نرى اليمن قد تدهور نحو الحضيض على كافة الأصعدة، فالحرب التي يشارك فيها التحالف ويغذي أطرافها المتنازعة بالسلاح قد طحنت اليمنيين، وسفكت دماءهم، ويتمت أبناءهم ورملت نساءهم، وتكدس جرحى الحرب في مستشفيات البلاد المجاورة مثل مصر والهند بدون راع يرعاهم، ومن لم يقدر منهم على السفر، جلس في منزله معاقاً دون عائل!! وفقد الموظفون رواتبهم وتراكم الخريجون الجدد دون وظائف، وتهدمت المدارس وأضحى ملايين الطلاب خارج إطار العملية التعليمية، وتشرد كثير منهم بسبب النزوح السكاني، فقد نزح أكثر من 8 ملايين نازح من منازلهم وقراهم، إما نزوح داخل اليمن في خيام وسط الصحراء بأعداد كبيرة في أوضاع يرثي لهم فيها العدو قبل الصديق!! ومنهم من نزح إلى خارج اليمن مثل جيبوتي والصومال، بينما أقفلت بلاد التحالف العربي أبوابها في وجوههم ولم تعبأ بانقطاع السبل بهم على حدودها!! وتعثرت الجامعات وهاجر الأكاديميون طلبا للعيش الكريم، وأغلقت الكثير من المستشفيات، والباقي منها لا يستطيع أن يقدم الخدمة الطبية للناس، فاشتهر سفر اليمنيين إلى القاهرة للعلاج بعد أن يتسولوا قيمة العلاج عند أبواب المساجد على مرأى ومسمع من قيادات التحالف وأذنابهم المحليين!!

 

وأصبح الحصول على الخبز في اليمن يتطلب الوقوف طوابير طويلة، وانعدم الغاز المنزلي في بلد يصدر الغاز لشركة توتال الفرنسية التي استولت على تلك الثروة لعقود طويلة بأسعار زهيدة عن أسعارها في السوق العالمية بمساعدة حكام اليمن العملاء للغرب غير مبالين بأحوال شعوبهم!! وأصبح الأفراد التجار يستوردون الوقود لعجز الدولة عن استيراده، بأسعار مرتفعة وجودة رديئة دون حسيب ولا رقيب، واشترى الأهالي صفائح الطاقة الشمسية للحصول على الكهرباء بعد أن أهمل حكام اليمن من الطرفين المتنازعين، واجباتهم، وكل ذلك على مرأى ومسمع من قيادات التحالف وأذنابهم المحليين، وامتلأت السجون دون محاكمات وحتى دون تهم أحيانا، وكممت الأفواه ولم يسلم من الاعتقال حتى الصحفيون والصحفيات!! وأغلقت المحاكم وتكدست قضايا الناس دون حلول، وتعطلت الحياة بكل معانيها، وطغى الظلام والمعاناة والمرض، وامتلأت الشوارع بحرائر الإسلام تتسول لقمة العيش للصغار!! وكل ذلك بمرأى ومسمع من قيادات السعودية والإمارات وأذنابهم من الفئة الحاكمة سواء في جنوب اليمن حيث حكومة عبد ربه هادي، أو في شماله حيث تحكم مليشيات إيران، ولم يعبأ أحد منهم بأحوال رعيته، بل استمرت تلك الحكومات في فرض الضرائب والجمارك والإتاوات على كل شاردة وواردة، وانهارت قيمة العملة المحلية وارتفعت على إثر ذلك الأسعار، وها هي سبع سنوات قد مرت منذ إعلان ذلك التحالف دخول الحرب في اليمن ولم يزدد اليمن إلا انهيارا وإذلالاً وفقراً، بينما تؤمّن قوات الحوثيين والسعودية والإمارات خروج الثروة من البلاد عبر الموانئ والمطارات، بينما يحرم أهل اليمن من استخدامها!!

 

إن التحالف اليوم يكذب مجددا على أهل اليمن، ويمنّيهم سراباً، بينما ثروتهم التي حباها الله لهم تنهب ليل نهار، بينما يموت أهل البلاد كمداً وفقراً ومرضا!!

 

ثم إن التحالف غذى النعرة الطائفية والمناطقية بين أهل البلد الواحد، ونشر التحالف وعملاؤه المحليون من الطرفين الكراهية بين أهل اليمن تحت شعارات طائفية ومناطقية ما أنزل الله بها من سلطان، ويأتي المالكي ذاك ليكذب مجددا على أهل اليمن ويمنّيهم سراباً، بينما لم تمد تلك القيادات يدها لأهل اليمن إلا بأكياس القمح المنتهية صلاحيته وبعض حفنات التمور لذر الرماد في العيون ولمزيد من الإذلال لأهل الثروة الأصليين الذين ينهب التحالف ثرواتهم ويؤمنها لأسياده الكفار المستعمرين (أمريكا وبريطانيا).

 

إن ما سيحرر اليمن هو وقف الحرب فورا، وخروج قوات التحالف مع أذنابهم المتبقين داخل البلاد، وتسليم الحكم لأبناء اليمن العاملين لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، فتحقن الدماء وتصان الثروة وتحفظ الكرامة، وتعلو كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وتنزل أحكام الشرع موضع التطبيق في كافة أنظمة الحياة، ويكون لأهل اليمن السبق في جمع شتات الأمة في دولة الإسلام، كما كان لهم السبق في ذلك في صدر الإسلام، وليس ذلك على الله بعزيز.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله باذيب – ولاية اليمن

 

آخر تعديل علىالسبت, 15 كانون الثاني/يناير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع